لما يا ترى يساند الجميع الذين يتجهون نفس اتجاههم
الفكري أو يكونون من جنسهم أو جنسيتهم ( بلادهم) في كل صغيرة و كبيرة تجاه الآخر
المختلف عنهم حتى و إن كان موضوع الخلاف لا علاقة له بالمذهب أو شيء آخر سوى أنه
يحتاج إلى التقصي و البحث فقط لا لشيء آخر ؟
لا أشير هنا إلى الكذب بل إلى ما يعتقده الناس و كيف
يفكرون و هنا كنت دائما أفكر في نظرية ضربة الجزاء وهي نظرية مهمة جدا في فهم كيف
يفكر الناس وتنص على أنه لو أخذنا 200 شخص 100 منهم جزائريين و 100 مصريين و كانت
هناك ضربة جزاء لصالح المنتخب الجزائري ضد نظيره المصري فإن 98 إلى 100 من
الجزائريين سيؤكدون على أن ضربة الجزاء صحيحة و كذلك 98 إلى 100 من المصريين
سيصرون على أنها غير صحيحة و أن الحكم متساهل مع الجزائريين
الآن بعيدا تماما عن الكرة و عن مناصرة الفريق الوطني
فإننا لو نظرنا جيدا للقصة سنجد أن ضربة الجزاء هذه هي حادثة و بصرف النظر مرة
أخرى عن من هي لصالحه أو ضده فهي كأي شيء تحتاج إلى التحقق فقط لكن هل نسبة المائة
في ال100 تدل على أي تحقق أو تقصي ؟
ليس الأمر هنا كذب بل الإنسان متأكد مما يقول و تراه
يقول لك
"يـــــــــــــــــــــا أخي صدقني لو كانت الضربة
صحيحة لقلت لك أنها ضربة جزاء صريحة من دون أي مشكل لكن هذه ليست أبدا ضربة جزاء
"
كيف يفكر الناس إذا ؟ هل يكذبون على أنفسهم ؟
في الهيلولة المصرية تعجبت كيف يصر العلمانيون و كل من
يعارض حكم الإسلاميين على تجريمهم في كل حادثة حتى لو كان الضحية في تلك الحادثة
هو من الإخوان !
عندما كنت تعتليني غشاوة العهد القديم كنت أصر على أن
الإسلاميين إرهابيين و عندما أسمع أنه قتل 10 أشخاص فمن طرف الإخوان كنت أغضب و
أقول أنه فعلا كلامي كان صحيحا و هؤلاء إرهابيون لكن مرة صعقت فعلا أن ضحاية تلك
المجزرة من المجازر التي تحدث في مصر عادة و التي اتهم الإخوان على اثرها بالعنف
مرة أخرى كانوا كلهم من الإخوان !
بالنسبة للأتباع للمواطنين فكلهم عنيفين و يعشقون العنف
و يمارسونه ما داموا في الوطن العربي و سواء كانوا إسلاميين أم علمانيين هذا لا
خلاف فيه لكن المشكلة في الحقيقة و محاولة معرفتها مهما كانت الخانة التي تصب فيها
إن هذه المشكلة هي أهم ما لاحظته في الحراك العربي و
الذي دل على مدى تراجع الإنسان العربي و بعده تماما عن الموضوعية