العهد الجديد

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

لا موضوعية في بلداننا


لما يا ترى يساند الجميع الذين يتجهون نفس اتجاههم الفكري أو يكونون من جنسهم أو جنسيتهم ( بلادهم) في كل صغيرة و كبيرة تجاه الآخر المختلف عنهم حتى و إن كان موضوع الخلاف لا علاقة له بالمذهب أو شيء آخر سوى أنه يحتاج إلى التقصي و البحث فقط لا لشيء آخر ؟

لا أشير هنا إلى الكذب بل إلى ما يعتقده الناس و كيف يفكرون و هنا كنت دائما أفكر في نظرية ضربة الجزاء وهي نظرية مهمة جدا في فهم كيف يفكر الناس وتنص على أنه لو أخذنا 200 شخص 100 منهم جزائريين و 100 مصريين و كانت هناك ضربة جزاء لصالح المنتخب الجزائري ضد نظيره المصري فإن 98 إلى 100 من الجزائريين سيؤكدون على أن ضربة الجزاء صحيحة و كذلك 98 إلى 100 من المصريين سيصرون على أنها غير صحيحة و أن الحكم متساهل مع الجزائريين

الآن بعيدا تماما عن الكرة و عن مناصرة الفريق الوطني فإننا لو نظرنا جيدا للقصة سنجد أن ضربة الجزاء هذه هي حادثة و بصرف النظر مرة أخرى عن من هي لصالحه أو ضده فهي كأي شيء تحتاج إلى التحقق فقط لكن هل نسبة المائة في ال100 تدل على أي تحقق أو تقصي ؟
ليس الأمر هنا كذب بل الإنسان متأكد مما يقول و تراه يقول لك
"يـــــــــــــــــــــا أخي صدقني لو كانت الضربة صحيحة لقلت لك أنها ضربة جزاء صريحة من دون أي مشكل لكن هذه ليست أبدا ضربة جزاء "

كيف يفكر الناس إذا ؟ هل يكذبون على أنفسهم ؟
في الهيلولة المصرية تعجبت كيف يصر العلمانيون و كل من يعارض حكم الإسلاميين على تجريمهم في كل حادثة حتى لو كان الضحية في تلك الحادثة هو من الإخوان !
عندما كنت تعتليني غشاوة العهد القديم كنت أصر على أن الإسلاميين إرهابيين و عندما أسمع أنه قتل 10 أشخاص فمن طرف الإخوان كنت أغضب و أقول أنه فعلا كلامي كان صحيحا و هؤلاء إرهابيون لكن مرة صعقت فعلا أن ضحاية تلك المجزرة من المجازر التي تحدث في مصر عادة و التي اتهم الإخوان على اثرها بالعنف مرة أخرى كانوا كلهم من الإخوان !
بالنسبة للأتباع للمواطنين فكلهم عنيفين و يعشقون العنف و يمارسونه ما داموا في الوطن العربي و سواء كانوا إسلاميين أم علمانيين هذا لا خلاف فيه لكن المشكلة في الحقيقة و محاولة معرفتها مهما كانت الخانة التي تصب فيها
إن هذه المشكلة هي أهم ما لاحظته في الحراك العربي و الذي دل على مدى تراجع الإنسان العربي و بعده تماما عن الموضوعية