العهد الجديد

الأحد، 22 فبراير 2015

العلمانية كحل منطقي



لو سألت أغلب الشيعة عن ما يحدث في سوريا لقالوا أنها فوضى  و أن النظام السوري يدافع عن بلاده و حتى لو رؤوا فيديوهات الطائرات السورية و هي تقصف مناطق مدنية لا يوجد فيها مقاتل واحد و تقتل العشرات من المدنيين فسيصر على أن هذا حق النظام السوري ، لو سألتهم أيضا عن البحرين لأجابوا أنها ثورة فمن حق الشعب أن يغير حكامه إن شاء فهذه هي الديمقراطية !
الأمر لا يتعلق فقط بالعوام و المواطنين العاديين فحتى الأحزاب و الحركات تفكر بهذه الطريقة و حزب الله اللبناني هو خير مثال نسوقه هنا ، يدعم و يؤيد ثورة البحرين و يحارب مع بشار في سوريا و طبعا لا أتحدث هنا عن محاربته للإرهابيين الإسلاميين بل عن الجيش الحر .

كذلك الأمر بالنسبة للسنة المتدينين فهم يرون أحداث البحرين فوضى برعاية نظام الفقيه و يصرون على أن ما يحدث في سوريا هو ثورة من الشعب السوري المسلم السني ضد النظام العلوي الصفوي الكافر ! هنا يتجاهلون السوريين غير السنة و يعتبر
ون الشعب السوري كله شعب سني كأنهم يسقطون صفة المواطنة عن الشيعة و المسيحيين و غيرهم .

أين المنطق هنا ؟ كيف يمكن لشعوب تقيم الأحداث اعتمادا على معتقد الفاعلين فيها و ليس على اساس الأحداث بحد ذاتها و ما قام به كل طرف أن تكون دولا ناجحة ؟
شعوب عنصرية مؤمنة بالظلم على أساس الدين و العرق و هذا مثال من موضوعي السابق في مدونة ملحد جزائري عندما سألت ذلك الشيعي عن قتل أطفال السنة و كان رده كالآتي :






هنا نفهم أن العلمانية ليست خيارا لادينيا أو أنها ضد الأديان
هكذا من دون سبب بل هي خيار براجماتي لا بد منه كي 
تسير الدول بمنطق وعقلانية ،وليس بعنصرية دينية أو عرقية
فلا تحدث المجازر و الجرائم بين مختلف الإتجاهات الفكرية و 
الدينية كما حدث بين المسيحيين الكاثوليك و المسيحيين 
البروتستنت ( الهوجونوت ) في القرن السادس عشر و الذي 
انتهى بمجزرة بارثولوميو سنة 1572


و حرب ألمانيا التي دامت حوالي ثلاثين عاما و التي خسر الألمان 
وحدهم فيها حوالي 7 ملايين في القرن السابع عشر و التي اندلعت
لاسباب دينية بين البروتستنت و الكاثوليك و استخدم الجميع 
الشعارات الدينية لحشد الجيوش و جر الناس للحرب حتى لو كانت 
أهداف أرباب الحروب سياسية فإن الدين كان طريقة حشد الحشود
   و هو أهم سبب يجعلنا نتهم الدين هنا




هذه الدروس علمت الغرب معنى العلمانية حتى بالنسبة للمؤمنين




وهي ماجعلهم يتبنوها كمبدأ في مجتمعاتهم